تساقط دمعي حتى بل لحيتي
وتساقطت الدموع مني كالدم
ووقع الذي ما حسبت حسابه
ووقع الأمر والفعال الأعظـم
ومات الذي ما سئمت حبـــه
ومات الذي ما مللت كلامــه
ومات الذي عشق الفؤاد وهامه
ومات الحبيب الأول والدائم
من كنت احزن أبدا لحزنه
وتبسمت دهرا إذا ما تبسم
كيف المزار إليكي بعدمــــــا
حدث الذي لا يؤخر أو يقدم
وإني أبدا على ذكراك ريثما
يحين أجلــي شــاب أو أهرم
أبكيك دهرا والبكاء في زيادة
وحــزني عليـــــك أبدا يعظـم
لقد كنت أبكيك إذ كنت بجانبي
لوشك بين كأنه نارا تضـــرم
وكان القلب عند فرقة يخفق
وحزني ودمعي مني قد تعاظما
فإني دامع العين اليوم وغد
وكثير دمع ولو أصبحت عم
لما رأيتك تيقنت مثلا يضرب
حبا لنظرة يقينا ليس بمزعم
وخفق الفؤاد وقد توقف بعدها
ولسان حالي أني صرت هائم
وثار القلب مني وهاجت رياحه
وهاج العقل مني وانفلت زمامه
ووقفت انظر إليها وكأنها
شمس في ضحى وقمرا وأنــجم
وانطلق الفؤاد بخبره قائلا
هذا مذ هذه لـــحظة حبيب دائم
وأقسمت برب البيت ثلاثا أنني
لا أفعلن ما يغضبن حبيبي فأندم
وأني لها كالعبد وهي السيد
وأنها مهما تأمر بفعل عليه أقدم
ولكن وقع القضاء ونفذ حكمه
ووقعت مشيئة الرحمن الأعظم
ولا اعتراض علي ربي وحكمه
ولكن حزن وشجن وقيام مآتم
ولولا توحيد ربي وإيمان به
وبصفيه محمــــد وأني مســلم
لقتلت نفسي رجاء لقاءها
سيان في جـــنان أو في جهنم
لكني علمت أن ربي عادل
وما حكم الله به فهو الأحكم
وأنه لا يظلم عباده ولكنهم
كانوا أنفســـهم مــــن يظلم
وسواء كنت في حروب دائرة
أو في البيادي وحدي مسالم
أو كنت ابن عشر سنين العب
أ و بلغت مئين سنين مهرم
أو كنت ذا سقم لا دواء له
أو أصح من صحيح في جسمه
أو كنت صعلوكا ذليلا لا دار له
أو ملكا على عرش البلاد معظم
لنفذ القضاء وأتى الموت بغتة
وسبق الكتاب الأماني بحكمه
فلولا ذاك ما صبرت على فراقك
ولجزعت جزعا عظيما دائم
فإني على عهدي عليه أحافظ
وأني أظل على حبكي هائم
حبا جعلني أمير الأحبة ومليكهم
حبا جعلني على عرش الهوم
فلا تجزعن على حبيب لك فقدته
ولا تجعلنه قبل الله ورسله فتندم
وابكي عليه واحزن فإذ لم تفعل
فلست بعاشقه إذ كنت واهـــــم
فإنما الحبيب من كان دائما
مُحَبٌٌٌ قبل الممات وبعده مكرم