الثلاثاء، 27 أبريل 2010

تساقط دمعي

تساقط دمعي حتى بل لحيتي
وتساقطت الدموع مني كالدم

ووقع الذي ما حسبت حسابه
ووقع الأمر والفعال الأعظـم

ومات الذي ما سئمت حبـــه
ومات الذي ما مللت كلامــه

ومات الذي عشق الفؤاد وهامه
ومات الحبيب الأول والدائم

من كنت احزن أبدا لحزنه
وتبسمت دهرا إذا ما تبسم

كيف المزار إليكي بعدمــــــا
حدث الذي لا يؤخر أو يقدم

وإني أبدا على ذكراك ريثما
يحين أجلــي شــاب أو أهرم

أبكيك دهرا والبكاء في زيادة
وحــزني عليـــــك أبدا يعظـم

لقد كنت أبكيك إذ كنت بجانبي
لوشك بين كأنه نارا تضـــرم

وكان القلب عند فرقة يخفق
وحزني ودمعي مني قد تعاظما

فإني دامع العين اليوم وغد
وكثير دمع ولو أصبحت عم

لما رأيتك تيقنت مثلا يضرب
حبا لنظرة يقينا ليس بمزعم

وخفق الفؤاد وقد توقف بعدها
ولسان حالي أني صرت هائم

وثار القلب مني وهاجت رياحه
وهاج العقل مني وانفلت زمامه

ووقفت انظر إليها وكأنها
شمس في ضحى وقمرا وأنــجم

وانطلق الفؤاد بخبره قائلا
هذا مذ هذه لـــحظة حبيب دائم

وأقسمت برب البيت ثلاثا أنني
لا أفعلن ما يغضبن حبيبي فأندم

وأني لها كالعبد وهي السيد
وأنها مهما تأمر بفعل عليه أقدم

ولكن وقع القضاء ونفذ حكمه
ووقعت مشيئة الرحمن الأعظم

ولا اعتراض علي ربي وحكمه
ولكن حزن وشجن وقيام مآتم

ولولا توحيد ربي وإيمان به
وبصفيه محمــــد وأني مســلم

لقتلت نفسي رجاء لقاءها
سيان في جـــنان أو في جهنم

لكني علمت أن ربي عادل
وما حكم الله به فهو الأحكم

وأنه لا يظلم عباده ولكنهم
كانوا أنفســـهم مــــن يظلم

وسواء كنت في حروب دائرة
أو في البيادي وحدي مسالم

أو كنت ابن عشر سنين العب
أ و بلغت مئين سنين مهرم

أو كنت ذا سقم لا دواء له
أو أصح من صحيح في جسمه

أو كنت صعلوكا ذليلا لا دار له
أو ملكا على عرش البلاد معظم

لنفذ القضاء وأتى الموت بغتة
وسبق الكتاب الأماني بحكمه

فلولا ذاك ما صبرت على فراقك
ولجزعت جزعا عظيما دائم

فإني على عهدي عليه أحافظ
وأني أظل على حبكي هائم

حبا جعلني أمير الأحبة ومليكهم
حبا جعلني على عرش الهوم

فلا تجزعن على حبيب لك فقدته
ولا تجعلنه قبل الله ورسله فتندم

وابكي عليه واحزن فإذ لم تفعل
فلست بعاشقه إذ كنت واهـــــم

فإنما الحبيب من كان دائما
مُحَبٌٌٌ قبل الممات وبعده مكرم