السبت، 3 يوليو 2010

الحب............The Love

إلى كل طريح العشق والغرام...إلى كل من اتخذ حبيبا وتفانى في حبه وصدق فيه..إلى كل من سولت نفسه أن يقع في عذاب العشق والهوى سواء شاء ذلك ام لم يشاء..إلى كل من رضي لنفسه بان يعيش قي ذل الحب وهو العزيز دائما...إلى كل من تساقطت دمعة من عينيه فشقت طريقها إلى خدوده ففاضت بسببها بحور من الدموع...إلى كل من رضي لنفسه أن يكون أسير الحزن والشجن دون أن يعرف سببا لذلك...إلى كل حر رضي لنفسه بان يكون أسير الحب والوجدان..إلى كل من رضي أن يتغير حاله وكيانه ويتبدل إلى ما كان يعد من المحال....

إلى كل من أحب إنسان وعشقه وهامه بصدق واخلص في حبه وتفانى فيه.... إلى كل من قال في نفسه تلك الكلمات وأحسها بقلبه وقالها بلسانه ولو حتى بينه وبين نفسه.....
إني أحبها..أموت فيها بحبي لها...واني لها عاشق....

إلى هؤلاء اكتب تلك الكلمات وتلك السطور وتلك الحروف...منها ما قد أحسه بعضنا كله أو جله أو حتى بعضه..ومن لم يذقه فهو ذائقه لا محالة..وغارق في ذلك البحر الذي هو بلا نهاية....يلاقي أهوال الحب وعذابه....يحزن ويفرح من جراءه في آن واحد..يجد نفسه غير الذي كان...
ومن هذا الكلام ما خرج مخرج القول من الفم ومن اللسان..ومنه ما تم المبالغة فيه ومنه ما جاء من وحي الخيال وفيه ما فيه من زيادة أو نقصان.....
ولكن صدقا مني وحقيقة وتوضيح مني إليكم وبيان... :::::::كل هذا حقيقة لا خيال..واقع لا أوهام..قد عانى منه المحبين بشتى الأشكال والضروب و الألوان::::::

فمن يعرف؟؟؟......
عسى أن نحب أو يحبنا احد في احد الأيام..وهذا كائن بإذن الله و في احد الايام سيكون...عسى أن نغرق يوما في بحر من الحب والعشق لا ساحل له ونحن لم نتعلم حتى يوما كيف نسبح فيه أو حتى نعوم...حتما سنعاني من هذا العذاب رضينا أم لم نرضى..شئنا أم أبينا..سنجد أنفسنا فجأة بداخل بركان الحب وهو على وشك ان يثور...نجد العذاب وحمى نيران الحب تلفحنا من كل حدب ومن كل مكان..ونجد انفسنا نموت حينها ونموت..ولكن بعدما يثور بركان الحب هذا بعنف وهيجان....حينها سنتمنى أن نظل إلى الأبد نعاني في هذا البركان..وان تلفحنا وتلفحنا تلك النيران..وان نتعذب ونظل في هذا العذاب..سنتمنى كل لحظة من حياتنا نحب فيها ونعشق هذا الحبيب مهما كانت العواقب والاسباب.ومهما نالنا من وراءه من عذاب وعذاب..ولكن..ما احلي وما اروع وما اجمل هذا العذاب....مطلب كل عاشق ومنشود كل هائم في تلك الحياة...........الي هؤلاء المحبين العاشقين الهائمين.اكتب تلك الكلمات...

إننا مهما اختلفنا أو حتى اتفقنا...أو حتى تكلمنا او تقولنا....يبقى الحب شعور لا يضاهيه شعور..متعة الدنيا في الحب المعني به عشق القلب والهيام وان يهوى احدهم وان يلقي افتتان..يكون مشغولا به في شتى الاحيان والاحوال...اما الحب الاخر فمنه انواع مثل حب في الله وذلك الحب هو اعظم الانواع..في طاعة الله يكون..وفي الدنيا بدايته تكون...وفي الاخرة عاقبته الجنة وفيها ذلك الحب يدوم ويدوم..يبدأ في اى وقت لكنه الى نهاية العمر يكون...وهناك انواع اخرى من الحب كحب الاصحاب وحب لرغبة ومصلحة .وحب شهوة ومعصية وغير ذلك من انواع الحب المختلفة الالوان..كلها تنتهي بانتهاء غرضها والمراد منها الا ما كان من حب في الله وحب القلب والفؤاد..فانهما يبدأن حينما يبدأن..لكنهما يظلان الى اخر الدهر وسالف الزمان..يستمر الاول الى ما بعد البعث والقيام..والثاني ينتهي باننقضاء الروح وانكتام الانفاس...
يبقى هذا الحب امل ومنشود ومطلب كل انسان..يبقى الحب امل يعيش لاجله كل محب في كل الاحيان...وكل من قال لا اريد حبا او اني منه اخاف فابلغه على الفور انه منافق كذاب.....فالكل في هذه الدنيا اما قد احب او قد احبه انسان..

قديما قالوا ومن الحب ما قتل.ولا زال...وانا اقول ..ومن الحب ما احيا..ولا يزال..
وقد قتل الحب اعداد من المحبين مما لا يتسع لذكرهم مجال..فأشهرهم عنترة البطل الضرغام.وقيس ليلى وكثير عنزة وجميل بثينة وغيرهم من العشاق الافذاذ....وفي هذا يقول امرؤ القيس في وصف حاله بعدما قد احب
وما ذرفت عيناكي الا لتضربي::::::: بسهميك في أعشار قلب مقتل

ومن الحب ما أحيا..هذه حقيقة لا تقبل جدال..
تجد نفسك قد تبدل حالك وتغير كيانك وأنت لا تدري ما الأسباب....وليس ذاك إلا من صنيع الحب.والذي هو يعمي قلوب المحبين وأبصارهم.يجعلك الحب اقوي مما كان..تكون لا شئ قبله وبعده تكون كل شئ في ذات الحين والأوان..

تظل سنين عمرك ينشدك الناس أن تتجمل وتطرب..أي تغير السلوك والأفعال..ولسان حالهم يقول لسنا عنك بالذي يرضى منك ذلك الفعل أوحتى نلتمس لك الأعذار..فلا تلقي لهم بالا ولا تغير شيئا من حالك..تجد نفسك بعدما وقعت في الحب والوله والوجدان..قد تغير حالك إلى ما كان يعد من قبل الأمر- المحال..فحالك ينقلب إلى ما يحبه حبيبك ويرضاه..ويتغير حالك إلى جميل الصفات والاوسام...حتى كأنك تنشد بين الناس تمام الكمال البشري وليس الكمال في شئ الا لرب الأرض والسماء....فكم من بخيل شحيح على نفسه علي من يحب قد تكرم وجاد...وكم من شجاع صار لأجلها ليث الليوث وأشجع الشجعان..وكم من جاهل أحمق صار اعلم القوم وارجح الألباب..وكم من مصون لنفسه قد تبذل بنفسه عليها رجاء الفداء..وكم من قبيح قد تزين وصار أجمل واوسم الرجال..وغليظ طبع شديد فعل قد أصبح طربا لين الأفعال..

كلهم يتبدلون جراء الحب وما يدرون...فالحب اقوي من أي شئ وافتك من أي سلاح...
يظل العاشق يفكر في محبوبته طول الساعات الطوال..يكون بينه وبين نفسه لها دائم الذكر..يكون بها دائم الافتتان...تكون في كل لحظة على العقل والبال واللسان..يفكر فيها كان ليس في الدنيا شئ إلا هي..يكون بها دائم التعلق والاشتغال....

حين يراها يجد نفسه شغوفا بها شغفا عظيما لو وزن هذا الشغف لفاق أوزان الجبال..تكون عينيه ملاحقة لها تميل حيث تسير..مثل عباد الشمس يتبع الشمس على أي حال..وهي له كالشمس إلا أنها لا تغيب أبدا ولا تعرف في قاموسها الغروب أو الآفلان...يطرب لاسمها حين يسمعه ويصير إليه أحب الأسماء..ترى الحديث منه عليها في خفاء وسر وفي ذلك الوقت يكون في علن وجهر..يستلذ الكلام عنها ويستطيب سماع اخبارها ولا يرتاح لاى شئ ارتياحه لها ولا يخاف من ان يفضحه ذلك ويفطن السامع ويفهم الحاضر انه يحبها..فالحب يعمي ويصم ويقتل اشد القتل دون ان يدري او يشعر بذلك المحب.. يجد نفسه قد صار مهموما حزينا وفي ذات الوقت فرحا سعيدا...حين يكون الغضب من حبيبته يجد نفسه قلقا كئيبا..يبكي الدموع ويضيق صدره حتى كان القلب منه ينخلع...يتمنى لو انه لم يحبها يوما او يعشقها..يتمنى انه لم يراها يوما في حياته او انه قد اهتدى اليها..وحين يكون العتاب يأتي معه الشفاء..يكون منه الحزن والاسف خوف الفراق والهجران...وحين يكون الصفاء بينهما يكون اسعد القوم واكثرهم فرحا وسرورا....اذا دنت منه يبكي خوف الفراق بعدها..وحينما يكون الفراق يبكي حزنا وكمدا من عظم الاشتياق...يبدي اهتمام بنفسه ما ابداه من قبل قط..يرى كل الرجال ممن تعرفهم حبيبتم منافسين له في حبه لها حتى ابوها او حتى اخوها..يتمنى ان ليس في الكون غيره حتى تحبه طوعا او كرها.يبكي دماء بدل الدموع حين يحس ان حبيبه لا يحبه قدر حبه لها..او انها قد اقلت في حبها له..يراها اجمل النساء واجمل المخلوقات وفي هذا يقول محمد المنشاوي..

ولو قسم ربي جزء من جمالها:::::::رأيت الجمال قد تم بين جميع النساء
كانه لم يخلق من النساء غيرها:::::::حتى لتحسبها ملك قد نزل من السماء

ينظر اليها كأنها خالية من العيوب.وان حدثه الناس كلهم عن عيوبها تغاضى عنها ولم يلقي لها بالا..
ما اسعدك واسوأ حالك ايها الانسان..كم تموت في كل يوم وكم تحيا..جراء الحب..

ماذا اقول او اتكلم او حتى بقلمي اكتب..لا استطيع ان اصف هذا الشعور ولا ان اصف يوما محب او حبيب..

حينما تسألني حبيبتي هل تحبني مثلما احبك؟؟ سيكون جوابي حينها لا والف لا..لا احبكي مثلما تحبيني ولان العهد مني اني احبها معروف من قبلها ستقول لي اذن تحبني اكثر من حبي لك..سأقول لها كلا ورب الكعبة..
حبي لكي لا يصفه كلام ولا يخرج من اللسان ولا يشعر به الا قلبي..

فقلت لها وقد سألتني سؤالها:::
أين الدليــــــل انك لي عاشق:::

ذاك فؤادي اختلعه يكون لكي:::
تشعرين به قلبا يموج ويخفق::

اما عن الحبيب الذي يحب من طرفه ولم يخبر محبوبته بشعوره فما اتعسه وما اعظم عذابه...فما اعظم عذاب ان تحب شخص وتخلص في حبك له وان تعلم انك له لن تكون.ابكي لحالك ايها الانسان..لا ادري ما اقول لك..ولا كيف اصف شعورك هذا....عذابك لا نظير له في الدنيا..ولو وضع عذاب الدنيا كله في كفة وعذاب هذا العاشق المخذول في كفة لرجحت كفته..اخبرها ام لا اخبرها..اخاف ان تقول لي..مهلا ما تقول..هذا منك هذيان وجنون..انما هو وهم لا محالة سيزول..لا احبك ايها العاشق المخبول..
لو كان الموت له شفاءا لتمنى حينها ان يظل الى يوم القيامة يموت ويموت..

وكفى بالمرء داء ان يكون الموت شافيا:::
وحسب المنايا أن يكن امانيــــــــــــــا

وعذابه يكون هو العذاب الذي لو احس بجزء منه الخلائق في هذا الكون لبكوا على حاله الى ان ينتهي هذا الكون والوجود..حينما يظل يحبها وهي لا تزال ترفضه..لو كان الانتحار حلا مشروعا لكان اول المنتحرين..لكن هيهات وهيهات..حتى لو احله الله لنا وجعله لنا جائز بل وجعل لفاعله ثواب وجعله مأجور..لما شفاه الانتحار ولو انتحر الاف الاف المرات..اتمنى ان لا اكون مكان هذا العاشق المخذول..واتمنى ان اكون مكان العاشق الذي يعشق محبوبته وتعشقه هي بكل جنون...هل هذا ما اتمناه حقا ام ان الجميع يرده..من قال لا اريد فاني اخذه من يده الى اعلى مكان في هذا الكون واقول ايها العالم..اشهدوا على هذا ..اما انه كذاب او انه حتما مجنون..
وفي هذا يقول محمد المنشاوي

وما ذرفت عيــــــــناى الا لضــربها:::
بأسهم لحظ في قلــــــب احمـــد:::

وما ذرف الفـــــؤاد دماء الا لكونــها::
قتلتني بحبها ثم لم تحييني بعدها::

ومن الحب ما قتل..وصف رائع صادق للحب الا انه ينقصه تلك الكلمات..فهأنذا اقول
ومن الحب ما قتل ثم احيا...فقتل بعدها..

محمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد المنشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاوي

القاضي شعيب.ومحاكمة العشاق

واحتشدت الجماهير واجتمع الناس من كل حدب وصوب في ساحة المدينة العظيمة ليشهدوا أعظم محاكمة في تاريخ تلك المدينة وليستمعوا إلى حكم أعدل القضاة عبر كل عصور المدينة..القاضـي شعيب.
وظل الناس يحكون تلك المحاكمة أيام وليال حتى أتى عليها الدهر وأصبحت من وحي الخيال لكنها واقع يحدث كل يوم.وفي كل ساعة وفي كل لحظة من لحظات الحياة..
وكانت المحاكمة كالأتي..

القاضي شعيب.: أيها الحراس وأيها الحاجب.فلينادي أحدكما على ذلك الشاكي.لنستمع إلى شكواه ولننظر فيها هل هي حق أم محض افتراء.
خالد: أنا هو أيها القاضي.جئت إليك من أبعد البلاد.استمع إلى شكواي واقض بحكمك كيفما ترى طالما أنت عادل ذو إحسان.
القاضي: هات شكواك
خالد: أيها القاضي إني أطلب القصاص ولا أريد غير القصاص
القاضي: قصاص..وأي قصاص تريد وممن ذلك القصاص.
خالد: إني أريد أن اقتص من امرأة.قتلت فلانا من بني الإنسان..
القاضي: قتل قد حدث في تلك البلاد..هيهات هيهات أن يهرب مني ذلك الجاني..أكمل ما تقول فكلي لما تقول مستمع وذو إصغاء.
خالد:إنها امرأة قد قتلت رجلا وهربت بفعلتها ولم تلك أي عقاب أو جزاء.
القاضي:من تلك المرأة ومن ذلك الرجل..أجبني فقد أصبحت في لهفة من أمري وذو اشتياق.
خالد: إنها هي سيدي القاضي.تلك المرأة التي أمامك.
القاضي:أيها الحراس.أحضروها.ثم كبلوها وقيدوها.فلا سبيل لها إلى الفرار.
أكمل.قد قيدناها وكبلنها بالأغلال.من ذلك الرجل الذي قتلته ثم هربت بالفعال.
خالد:إنه ذلك الرجل الواقف أمامك..الذي يقول ويبلغ الآن شكواه..إنه أنا سيدي القاضي.
القاضي:أتهزأ بي أيها الرجل..كيف قتلتك وأنت الآن حي أمامي..تتكلم وتدخل وتخرج منك الأنفاس.
خالد:عذرا سيدي القاضي.لم أكمل بعد شكواي.إني أرجوا منك السماع.
إن هذه المرأة قد قتلتني. قتلتني بأن أوقعتني في حبها..حتى أصبحت لها عاشق هائم..أفكر فيها في كل يوم وفي كل لحظة..
القاضي:أقد أوقعتك في حبها بالغواية والخداع.
خالد:كلا سيدي القاضي.إنما كان قتلها لي بأني قد وقعت في حبها.قتلتني بأني صرت لاسمها في كل لحظة أردد..قتلتني بأني تركت كل أشغالي وصرت بها متشاغل متعلق..قتلتني بأني لم أعد أفكر إلا بها..قتلتني بأنها........
القاضي مقاطعا: اصمت يا هذا. هذا كلام فراغ كله هراء..هذا منك جنون وقد علمنا أن الجنون ماله من داء..
خالد:أيها القاضي شعيب.مهلا علي..إني ألتمس الأعذار..فلعلك لم تحب يوما أو كان لك نصيب من العشق والوجدان..
القاضي: حسنا.هذا جوبي إليك..وهذا حكمي على تلك الشكاوي.
هي بريئة لا ذنب لها ..ولا إثم عليها ولا عليها عقاب أو جزاء..أيها الحراس.فلتطلقوا سراحها.وفكوا القيود والأغلال..
خالد:مهلا أيها الحراس..كيف تكون بريئة أيها القاضي..بل هي مذنبه وضوح الشمس في فلك السماء..
القاضي..:إن كانت مذنبه.فأين الدليل والبرهان..
خالد:حسنا هذا دليلي إليك وتلك حجتي وبرهاني.
حجتي أنها تملك أجمل عينين رأيتهما في حياتي..لا يوجد ما هو أجمل منهما ولهما من التأثير علي ما هو أقوى من السحر.سحرتني بهما بقصد أو من دون قصد لا أدري..لكني قد سحرت في البداية والنهاية..
القاضي: ماذا تقول يا هذا.عافاك الله..عينيها سوداء كالفحم وكسواد الليالي..
خالد:بل عيناها حينما أنظر إليهما زرقاوان وذو اخضرار.جعلتني بهما كأني لها عبد مملوك..
قال القاضي :أكمل.

خالد : أليست هي أجمل المخلوقات.وأحلى الكائنات..وألطف النساء..لا أرى في النساء إلا هي.أتعلم لماذا أيها القاضي؟ لأنها عندي هي كل النساء..ولآن الله لم يخلق غيرها من النساء.
لم يخلق الله إلا هي وأمنا حواء..ألا تعلم أنها كانت عبلة في قديم الزمان..وأنها كانت ليلي وكانت سبب جنون قيس ذلك العاشق الولهان..ومنها استوحى شكسبير كل كتاباته..أنظر إليها أيها القاضي..ألا ترى أنها تتجلى مثل بدر التمام..ألا ترى أنها أجمل من الشمس في ضحاها.ألا ترى أنها أوضأ من القمر..ألا ترى أنها هي بعينها الجمال..ما رأيت أجمل منها يوما ولا حتى لها ذات شبه.وأنا سيدي المولود في مدينة النساء.وعشت بين النساء كل حياتي.ورأيت من كل النساء كل الأشكال والألوان.تالله إنها هي أجمل النساء.ما أقول فيها لا استطيع الوصف.أرأيت ابتسامتها وضحكتها.تجعلني أموت خجلا وحياء.وأنا الذي ما استحيت يوما قط في حياتي.حين أنظر إليها تراني كأنني من ابتدع الحياء.
أن تكون من البشر ذلك من المحال.إنما هي ملك قد نزل من السماء.ما أقول سيدي القاضي. قد نفد مني الكلام.
القاضي وقد انهمر في البكاء: أكمل أيها الشاكي.
خالد: ما كنت أظن يوما أني سأحب ولكنها بدلت حياتي وكل كياني ووجداني..جعلتني لا أدري شيئا في تلك الحياة..جعلتني لا أرى إلا هي.لا أسمع إلا صوتها.لا أتكلم إلا عنها..كأني حياتي قد صارت متشبثة بها..كأن حياتي صارت رهينة بها.
ذاك سيدي القاضي الدليل والبرهان..قد قتلتني لكنها لم تحييني يوما بعدها.
القاضي.:قد ارتضينا بحجتك ولكن اخبرني لماذا تريد القصاص؟
خالد:أريد القصاص سيدي لأني أحبها لكنها لا تحبني..حينما اخبرها بحبي.لا ترد على قولي لها.لا أشعر أنها تحبني مثلما أحبها.هذا سبب عذابي وكل حزني.هذا سبب بكائي في كل لحظة..هذا سبب ضيقي وتمنى أن أكون ميت.هذا سبب شكواي التي أنا الآن بصددها.
القاضي:قد اقتنعنا بحجتك وبدليلك وقولك.وهاأنذا أصدر حكمي لك. هي الآن مذنبه.والحكم عليها.أنها تموت بأي سبيل كما أماتتك.أيها الحراس.خذوها ونفذوا فيها حكمي.قد قضيت عليها بالموت وسينفذ الآن حكمي بها..
خالد وقد أطلق صرخة مدوية..:كلااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
أيها القاضي ماذا ستفعل بها..أعيدوها أيها الحراس سليمة متعافية..
القاضي:لقد أذهبت عقلي ومسني منك الجنون.ألست من فعلت كل هذا وقلت كل ما قلت.من أجل أن أقتص لك.
خالد:نعم.قد فعلت وقلت ما قلت..لكني الآن لا أدري ما بي.إنها مهما فعلت فهي حبيبتي..أفديها بكل حياتي وروحي..هي حبيبتي ومولاتي.وروحي ونفسي و كل شئ في حياتي.وأنا بكل ما أملك لها فداء..
قال القاضي:هذا حكم قد أصدرناه.لا رجعة فيه ولا تبديل.أيها الحراس.نفذوا حكمي في الحال.
خالد:كلا سيدي.بل الصبر والتمهل لا التسرع والعجل. ألا من حل أو أي شئ.
القاضي:بلى.ليس هناك إلا حل واحد.
خالد:أخبرني به في الحال.أخبرني أرح بالي وكياني.
القاضي:ليس هناك إلا أن يموت أحد مكانها.هذا أو تموت هي
خالد:أنا. أنا.أموت بدلا منها.أنا أنا الفداء لها..
القاضي.أيها الحرس.أطلقوا سراحها.وخذوه وكبلوه وقيدوه.ونفذوا حكمي في الحال.هيا فإني على عجل..
هي : أيها القاضي شعيب.هلا تمهلت لحظة.قد تكلمتم كثيرا وأنا لم أنطق حتى بحرف ولا بكلمة.أليس من حقي الدفاع عن نفسي..
القاضي:حسنا تكلمي..وقولي ما بدا لكي.
هي :حسنا سيدي.لقد ظلمني خالد.وظلمني أشد ظلم رأيته..لست قاتلة كما زعم.بل قلبي يحبه حبا.إنه سيدي لم يستطع أن يفرق بين خجلي وشعوري.فقلبي يحبه حبا لم يعتقد أنه سيحبه لأي أحد.ولكني سيدي كنت خجولة من أن أبوح له بتلك المشاعر.لقد كان أحمقا سيدي أنه لم يستطع أن يفرق بين خجلي من كلامه الجميل وشعوره الرائع تجاهي.وبين قلبي وإحساسي وشعوري تجاهه..ولكن سيدي أريد أن أخبره بتلك الكلمات وأن أسمع جوابه.
هي: ألا تعلم يا خالد أني أحبك..ولكني يا خالد.كما ترى أمامك .أشبه بعمياء لا ترى.نظري يضعف كل يوم.حتى أكاد أكون عمياء لا أرى
خالد: كيف تقولي هذا وأنا نورك الذي سترين به.سوف أمسك يديكي إلى ألابد.أهديكي الطريق وأكون لكي الدليل.لا أمل أبدا ولا أتعب...
هي : حسنا خالد.ولكني مريضة بكافة الأدواء..قد تنتهي حياتي في أي وقت وفي أي لحظ وتنكتم أنفاسي.
خالد:بل الموت بيد الله وحده لا شريك للرحمن..أنا فداكي يا عمري ويا حياتي..كل عضو في جسدي أعطيه لكي ليكون لكي فداء..موتي اجعله لكي مقابل أن تظلي في الحياة..لا تيأسي.سأجلب لكي في كل لحظة كافة الاطباء..ستشفي بإذن الرب.وتكوني أصح الأصحاء.ولكن كوني معي أرجوكي..
هي:قالت وهي تبكي.إني أستحق الموت بكل الأشكال والألوان..كيف لم أحس بك من قبل..ولم أكن لك مخلصة في الحب والوفاء.
خالد: بل أنا الأحمق إلى الأبد..لآني لم أشعر بكي منذ البداية ولم أشعر بكي إلا في النهاية..
كوني معي.سنكون أسعد إثنان.كوني معي سنكون في أفضل حال..حياتي مقترنة بكي.حياتي هي حياتك..كوني معي ولا تتركيني لحظة..
دعيني أمسك يديكي..دعيني أمسك يديكي. دعيني أمسكها أرجوكي
سننطلق الآن من هنا ونسافر إلى أي مكان..مكان لا يرانا فيه أحد من الناس..نظل فيه معا..حتى انتهاء الحياة...ندفن فيه معا..ونبعث كذلك معا...وكل ما أرجوه.أن نكون معا في الجنان..لا أريد حورا عين إن أنا دخلتها..فأنت الحور العين لي في كل دنيا وفي كل زمان..
هي:لا أجد كلاما فوق الكلام يقال..أبكي الآن من شدة حبي لك..اعذرني حبيبي..أنت حبيبي وروحي وحياتي كلها..هيا ننطلق معا..
القاضي شعيب...أيها القوم..اشهدوا علي..هذا حكمي.قد قضيت بالعفو عنهما والصفح والسماح...اذهبوا هيا فلتعيشوا حياتكم..ولتحبوا بعضكم من الآن ولا تضيعوا لحظة.أيها الحراس أعطوهم ما بدا لهم من الأموال والكنوز.ولهم من القصور ما طاب لهم وأرادوا..وانقلوهم إلى حيث شاءوا..حياكم الله أيها العاشقين..حياكم الله أيها العشاق..
هنا صاح الناس..حيا الله سيدي القاضي...حيا الله هؤلاء العشاق..وحملوهم على الأعناق والأكتاف..وصاحوا كثيرا..حيا الله القاضي شعيب..وحيا الله هؤلاء العشاق..
وهنا صاح القاضي..أيها الناس..إني قد علمت كل شئ في أمور العشق والهيام..هاأنذا أعلن من تلك اللحظة.أن هؤلاء هم ملوك الحب.إلى سالف العصر والأوان..
......................................................................................................

محمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد المنشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاوي