الاثنين، 6 سبتمبر 2010

قليل من الحب



إن الأحاسيس والمشاعر الإنسانية على أنواعها التي تملأ أعماقنا وأنفسنا و نضمرها في قلوبنا بدت أم لم تبدو كانت ولا تزال من أجمل المعاني الجميلة الرائعة التي نحملها بين طيات قلوبنا وأنفسنا دائما وأبدا..تلك المشاعر الإنسانية التي تلامس الجسد والروح معا..تلك المشاعر التي مهما وصفت فيها في لن تعدو إلا أن تكون سر إلهي يعجز عن تفسيره العقل البشري مهما أوتي من قوة.
والحب هو سيد تلك المشاعر بلا منازع..وهو الشعور الأعظم الذي يعجز الإنسان عن تفسيره أو بيان سره..وهو الشعور الوحيد الذي يحوى بداخله سائر المشاعر الأخرى..من سعادة وفرح وحزن وشجن وجراح وألم...وفي نفس الوقت قد يكون الحب نبض الحياة لصاحبه..وقد يكون السيف الذي أودى بحياة صاحبه..

والحب هذا سلعة نادرة الوجود..وأن تجد الحب فكأنك قد وجدت أعظم الكنوز التي لا تقدر بمال ولا بأي أثمان...
أن تجد الحب فهذا عز مطلبك...أن يبادلك من تحب الشعور..فهذا أعظم أمر..أن تجد من يخلص في حبك ويمنى نفسه حياته فدوى لحياتك..فهذا نادر الوجود..وأن تتحقق مع الثلاث فأنت إنسان للحظ منك نصيب كبير..وقلما تواجد من هم مثلك في دنيا الوجود..وأنظر حولك وأمعن النظر وسوف ترى صدق كلماتي..
إنك بالحب تجد السعادة والدفء والأمان والحنان..سوف تنطلق بنفسك إلى عنان السماء..ستشعر أنك ملك متوج على عرش البلاد..
سوف تشعر بسعادة عظيمة ما لها من نظير...سوف تشعر أحيانا أنك أصبحت تعيش من أجل حبيبك..سوف تجد بعض أهدافك تغيرت لتصبح أهدافا من أجل حبك..
سوف يجد الحبيب نفسه مستعدا لفعل أي شئ من أجل من يحب..سوف يجد نفسه إنسانا غير الذي كان..
سوف يرى حبيبته أجمل امرأة في الكون..سوف تكون في عينيه أجمل من أي شئ..سوف تكون في عينيه أرق إنسانة وأجمل مخلوق..سوف يراها ملاك ساحر.سوف يخبرها أن ابتسامتها أجمل ابتسامه...وأنها بابتسامتها تلك تجعل قلبه ينبض حبا وعشقا وهياما وفرحا عظيما وأجمل سعادة..
لا أدري هل حينما يخبرها كل هذا الكلام تصدقه وتقول نعم هو يحبني ويراني هكذا وأنا أصدقه من ذات نفسي...أم تقول بل هي مبالغات وكلام جميل قد يخرج من أي شخص من أجل أن يتلذذ بحبه معي..أم تقول له إنه كلام قد سمعته منك كثيرا..وأنها تعرف كل هذا الكلام.
الأولى ما أجملها..الثانية قد يتم تقبلها..الثالثة ما أصدمها..

الحب..هو أسمى المشاعر الإنسانية وأجملها وأصفاها وأنقاها..ما أجمله.ما أحلاه.ما ألطفه..ما أعظمه..والحب لا يكون إلا بالقلب..
أطلق العنان لقلبك..وامشي وراءه للنهاية..كن واثقا فيه..سوف يتدحرج بك كثيرا..سوف يميل بك عن الطريق..سوف يعرضك لمخاطر قطاع الطريق..سوف يسبب لك حيرة وألم وعذاب وحزن وجراح...ولكنه حتما سوف يصل بك إلى نهاية الطريق..وحينها ستنسى كل شيء ولن يكون هناك إلا سعادة ليس لها نظير..وأحلام قد أصبحت ممكنة وقد صارت واقع بعدما كانت أقرب إلى المستحيل....

والحب لا يخاطبه إلا شخص واحد...هو الزمان..فمع مرور الأيام وتوالي السنين..سوف يخاطبه الزمان إما مادحا إياه أو معاتبا له العتاب الشديد.

فأما المدح فسيقول له لقد تخطيت الصعاب وتجاوزت الأحزان وصيرت الجبال كالطين..وتعديت ألأمك وجراحك وأشجانك..واتكأت على أفراحك وإخلاصك ووفائك وتضحياتك ووصلت إلى بر الأمان..يا لك من مغوار شجاع..لو نظرت إلى حال الآخرين بعد مرور السنين لوجدت حالهم كئيبا مريرا....ليس ينفعهم ندم ويعذبهم أشد العذاب الحنين..

وأما العتاب فسيقول له يا لك من صاحب زيف ووهم وتعيش في أحلام هي كل المستحيل..

أين الوفاء أين الإخلاص لمن تحب..أين التضحيه..أين الحب من قلبك..لو كنت صادق في حبك لفعلت الصعاب وفعلت الأمور العجاب..لو كنت مخلصا في حبك لتجاوزت كل الأحزان وتحملت كل الآلام والجراح...سوف تعيش إلى الأبد في ندم وعذاب وجحيم..ولا تلوم إلا نفسك..فأنت لم تكن يوما صادق الوعد في ما زعمت من حبك..

إن الحب وفيه ما فيه..يصاحبه ألم وحزن وشجن وجراح وعذاب...كذب من ظن أن الحب لون واحد أو شعور واحد..وتوهم الحب من أراده سعادة دائمة وفرح لا ينقطع..

لآن الحب سلعة غالية فيجب أن تثبت أنك تستحقها وليس ذلك بالأمر السهل أو الهين..سوف تعاني وتعاني ولكن صدقوني النتيجة في نهاية الأمر راحة وما أدراك بها..سعادة وما أدراك بها..سوف تظل طول حياتك غير نادم على كل ما فعلت..

إنني سوف أصف الحب في تلك الكلمات..إنه

سعادة وحزن..أمان وخوف..بعد واشتياق..نعيم وجحيم يطاق..أماني وأحلام..وفاء وإخلاص..تضحية وحرمان..الآم وجراح..دموع حزن ودموع شجن ..حياة وموت فحياة..

إنه يجعل للإنسان هدف في الحياة..يشعره بأنه أفضل إنسان..يجعله ينطلق في فلك الفضاء..يجعله قادرا على صنع المعجزات..

فالإنسان قبل الحب شئ وبالحب كل شئ وبعد الحب لا شئ..

فكن أيها المحب كما يريد قلبك واتبعه إلى نهاية الأمر...فأنت لم تختار أن تحب بل من اختار لك هذا هو الله..فاتبع قلبك ولا تجعل يوما لعقلك سلطانا عليه..فمهما كان من المحبين من الأمر ومهما كان من ألأم وجرح وحزن..في النهاية أعلم أن هذا هو الذي يحبك بصدق..فقط اعلم هذا...ولا تتعجل أبدا مع قلبك..ولا تحكم عليه في أول الرحلة أو في منتصفها..بل في نهاية نهاية الأمر..
ومن الأفضل أنك تحب وتتألم وتحزن ووتبكي وتنزل منك دموع من الدماء من أن لا تحب أبدا ولا تتألم ولا تحزن ولا تبكي..من الأفضل ألف مرة أن تحب من أن لا تخب
مهما كان ومهما يكن الحب أبدا لا يموت أبدا..مهما طال به الزمان ولو عمر ألف ألف سنة..ما دام حبا صادقا..من المستحيل أن يموت..

محمد منصور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق